في كل يوم يخرج السوق ببدائل جديدة، فالمثل يقول إن «الحاجة أم الاختراع»، فبعد أن كان العتالي أو الحمالي يتجول في الأسواق للبحث عن مصدر رزق له، فهم كانوا يحملون عن الناس مشترواتهم في رحلة تجوالهم في الأسواق لشراء احتياجاتهم، ومع تطور الزمن ظهرت «الدرداقة» لتحل محل «الكارو» أو ظهر الدواب، وعملت لفترة حتى أصبحت تجارتها رائجة فتحولت بعد ذلك إلى آلة للبيع، وغالباً ما يستعملها البائعون المتجولون..
عربة يدوية صغيرة بمقبضين وعجل ووعاء حديدى يسع لحمل خفيف ..
تمتاز بسهولة استخدامها وانسيابها خصوصا فى اماكن الزحام والتى يصعب دخول العربة او الكارو اليها
وفى الآونة الآخيرة اخذت رواجا وشهرة .. !! وذلك للخدمة التى تقدمها حيث توجد فى كل بيت
تساعد فى نقل الطوب التراب الغاز الدقيق وكثير من مستلزمات البيت !!
وايضا تدر دخلا معتبرا لصاحبها فى الاسواق وذلك بتأجيرها لنقل بضائع المسافرين والمتسوقين
حيث اصبحت تباع توكيلات عطاءات( تشغيل درداقات) وذلك فى كبريات الاسواق .. والذى يفوز بالعطاء
له حق الامتياز فى تشغيل ما يقارب من ال500 درداقة فى السوق ويقوم بتأجيرالواحدة مقابل 3 جنيه لليوم الواحد
اذن هى تدر دخلا معتبرا وهى مفيدة .......!!
ولكن من يشتغل عليها
انهم الاطفال وكلهم او معظمهم دون سن العاشرة
عالم أطفال «الدرداقات» بمختلف انحاء السودان متشابه، ويوجد العديد من القواسم المشتركة التي تتمثل في ان معظم الاطفال الذين يقودون «الدرداقات» تركوا المدراس لظروفهم الأسرية، وهناك عدد محدود منهم يتمني العودة الى الدراسة، فيما نفى السواد الأعظم رغبتهم في مواصلة المشوار الاكاديمي، وأيضا يقطن عدد مقدر منهم في الأسواق، وليس لديهم أسر في المناطق التي يعملون بها. ويبدو هذا واضحا في الخرطوم، وأكثر الأشياء الايجابية التي يتميزون بها اداء الصلوات وعدم تعاطي المكيفات وخاصة السلسيون. والغريب في الأمر أنهم علي عداء دائم مع الشماشة، ويتجنبون الاحتكاك بهم. وانهم يعملون قرابة الست عشرة ساعه في اليوم تبدأ منذ شروق الشمس وتنتهي عند منتصف الليل. ووقتها يجرجرون أقدامهم في رحلة العودة الى الديار والبيوت، وهي عودة مؤقتة سرعان ما تنتهي قبل أن تشرق شمس صباح اليوم الثاني، لتتواصل رحلة المعاناة «وتدردق» الطفولة في وحل المسؤولية قبل أوانها.
http://www.youtube.com/watch?v=eSCO3tdYfjE


Comment